استثمار المال كيف تبدأ ببساطة

9

عندما تنوي استثمار المال، فإن استثمارك لمبلغ بسيط أو مبلغ كبير لا يحمل في الحالتين سوى هدفٍ واحدٍ: جعل المال ينمو ويتزايد. المعدل الذي تنمو به أموالك هو معيار نجاح استثمار المال، وهو الذي يحدد نجاح الاستثمار من عدمه، ولذلك فإن الاستثمار عملية تتطلب الكثير من الجهد والحرص، ولكن لا تنس أن عوائدها تستحق العناء. في هذا المقال سنعرض الكيفية التي تمكنك من البدء باستثمار الأموال. والان اليك ثمان خطوات لتبدأ استثمار المال منذ اليوم. سواء كنت مبتدئاً أم خبيراً فإن من الضروري اتباع هذه الخطوات لبدء استثمار المال.

استثمار المال

اقرأ ايضا:
كيف تبدأ استثمار ناجح
كيف تصبح ثريا فى سبعة خطوات
كيفية توفير المال بدون عناء

1. تخلص من القروض وبطاقات الائتمان:

إذا كان لديك قرض أو ديون على بطاقات الائتمان ذوي معدل فائدة مرتفع لا فائدة من سعيك في استثمار المال، لأن ما ستحصل عليه من نمو في رأس مالك (والذي غالباً لن يتجاوز 10-15%)، ستنفقه كفارق أرباح القرض أو قرض البطاقة الائتمانية (والتي غالباً ما تضع أكثر من 10% كمعدل فائدة على القرض).

تذكر أن الاقتراض من أسوأ الخيارات التي يمكنك القيام بها لتوفر رأس المال اللازم للاستثمار الذي تنوي البدء به. وحتى في حال كنت لا تنوي البدء، ابتعد عن القروض الربوية، والتي من بينها بطاقات الائتمان، وتخلص من فكرة الاقتراض عموماً حتى لو كلفك الأمر عيش حياة أكثر تواضعاً.

2. أنشئ حساباً خاصاً بالطوارئ:

في حال لم تكن تملك هكذا حساب حتى اليوم، ابدأ بتوفير المال فوراً، بحيث يغطي مبلغاً يعادل ما قدره 3-6 أشهر من تكاليف الحياة المعيشية بالنسبة إليك أو لأسرتك. هذا الحساب سيساعدك في حالات الطوارئ بحيث لن يضع الأحمال والثقل على مشروعك الذي تنوي استثمار المال به، وسيساعد في تخطي الأزمات الاقتصادية التي تمر بها بحيث لا تعيق أعمالك الاستثمارية. المبالغ التي بحساب الطوارئ هذا يجب أن تكون في مأمن وبعيداً عن مصروف البيت أو الأولاد، وحتى عن مشروعك الاستثماري.

على كل حال يجب أن تقسم ما تجنيه من أموال على قسمين: جزء لحساب الطوارئ، وجزء آخر للاستثمار المستقبلي، ولا تفكر بالمخاطرة في استثمار المال بكل ما تملك، فحساب الطوارئ يفيدك في حالات كخسارة الوظيفة، أو الحوادث أو الأمراض وغيرها من الأزمات.

3. اكتب أهدافك:

في أثناء تنفيذ الخطوتين السابقتين يجب أن تفكر بهدوء وروية في مشروعك الاستثماري. كم من المال ستستثمر؟ وهل ستكون عوائد مشروعك قريبة أم بعيدة المدى؟ ما الذي تريده من استثمار المال؟ الهدف من الاستثمار يختلف من شخص لآخر، فقد تهدف إلى:

  • الوصول إلى الاستقرار المادي، بحيث لا تعتمد على الراتب الوظيفي وحسب.
  • بناء منزل للعائلة.
  • توفير المال الكافي لقضاء فترة ما بعد الخدمة (التقاعد) في هدوء ورفاهية.
  • توفير المال الكافي لدراسة الأبناء الجامعية.

تحديد هدف واضح ومحدد، وكتابته في مكان بارز في مفكرتك أو مكتبك سيزيد من عزيمتك ويحفز همتك في حال أصبت بالإحباط في يوم من الأيام.

4. اختر طريقة استثمار المال الأنسب:

بالتأكيد فأنت تعلم أنه كلما زاد رأس مالك ازدادت أرباحك، وكذلك زادت خيارات استثمار المال! كثير من الناس يفضلون وينصحون بتطبيق أكثر من طريقة من طرق استثمار المال في ذات الوقت، بحيث لا تخاطر بكل ما تملك مرة واحدة. بالتأكيد يجب أن تقسم أموالك بين الاستثمارات المختلفة بناء على حساباتك للعوائد، وبأخذك في الحسبان المخاطر المحتملة لكل طريقة. فيما يلي بعض أشهر طرق استثمار المال التي يجب عليك دراستها بعمق لاختيار الأنسب من بينها:

1/ الاستثمار الذاتي أو بالمشاركة: وهنا تقوم باستخدام رأس مالك لبدء مشروع خاص بك، إنتاجي، أو تجاري، أو خدمي، وبذلك تزيد من أموالك مع القليل من الجهد. يمكنك الاشتراك  في استثمار المال مع صديق أو قريب أو أي شخص تثق به، بحيث تتقاسمان الأرباح والخسائر معاً.

2/ الأسهم والصكوك: عند شراء الأسهم فأنت تعمل على بدء عملك ضمن شركة معينة، بحيث تكون شريكاً في الربح والخسارة أو بمعنى آخر أن تصبح شريكاً في ملكية كل شركة تقتني بعض أسهمها. ويفضل أن تكون على دراية بمجال عمل الشركة، أو تكون شركة ذات سمعة جيدة في السوق، وهي من طرق استثمار المال المباحة شرعاً، بشرط التعامل مع شركات تعمل في مجالات مباحة.

أما الصكوك (أو الأوراق المالية) فهي مشابهة لفكرة الأسهم مع اختلافات بسيطة، وتتيح إليك الحصول على أرباح من مشروعٍ ما أو شركة ما إلى أجل معين يحدد عند شراء الصك، قد يصل إلى 10 أو 20 عاماً.

3/ الممتلكات العقارية: في سوق العقارات ممتاز جداً، ولكن يتطلب منك دراية بالسوق، ودراسة مسبقة لاتجاهات العمران والمخططات السكنية بحيث تضع أموالك في المكان الصحيح. الاختيارات الصائبة قد تجعل أموالك تتضاعف آلاف الأضعاف في غضون سنوات قليلة.

4/ الذهب والمعادن الثمينة: شراء الذهب تحديداً، أو غيره من المعادن الثمينة كالفضة والألماس طرق وأفكار ممتازة في استثمار المال، فهي غير معرضة للضرائب، وتحتفظ بقيمتها مع الزمن وبذلك تحفظ أموالك من مشكلات التضخم في السوق، وفي ذات الوقت هي سهلة التخزين، وسهلة التحويل إلى نقد، فكلما احتجت إلى الأموال يمكنك بيع جزء منها دون أي ضرر أو مشكلة.

5. وفر الأموال الكافية لبدء استثمار المال:

بالتأكيد، طالما أنك بحثت من بين طرق استثمار المال، فأنت تملك المال الكافي، وكل ما عليك الآن أن تقرر كم من المال تحتاج، وأن تبني قرارك في الطريق الأنسب للاستثمار على المبلغ المتوفر لديك، آخذاّ جميع المخاطر في الاعتبار، وكل ما يتطلبه الأمر للوصول إلى هدفك.

6. ادفع القليل!

وهذه من أهم قواعد استثمار المال. أياً كانت الطريقة التي اخترتها، لا يجب أن تخاطر بكل ما تملك فيها. وأهم نقطة هي أن تدفع أقل ما يمكن عند الشراء.. النصيحة الذهبية هي: اشترِ حين لا يشتري أحد!! كمثال، في سوق العقارات، عندما تقرر شراء عقار في منطقة يزداد عليها الطلب، يكون من الصعب الحصول على سعر مناسب، وعلى النقيض، في حال اشتريت في منطقة الطلب عليها قليل ستقل المنافسة الشرائية، وستجد أن هنالك مساحة للتفاوض مع البائع، وسيحاول هو بدوره ألا يخسرك كمشتري، طالما أن القليل يفكر في الشراء. بالنسبة لسوق العقارات قد لا تعرف ما هو السعر المنخفض أصلاً، إذا لم تتوفر لديك الدراية والخبرة الكافية، ويبقى معيارك الأساسي هو أن تشتري بأقل ما تستطيع، ومن ثم تبيع بأكبر ما يمكن قياساً على السعر الذي اشتريت به.

بالنسبة لسوق الأسهم فإن الأمر مختلف! كل ما عليك هو شراء الاسهم عندما تنخفض قيمة الشراء للأسهم، والذي  غالباً ما يكون بسبب مشكلة في الشركة نفسها، أدت إلى هذا الانخفاض. بمجرد تجاوز الشركة لهذه الأزمة تعود الأمور إلى مجراها، وتبدأ قيمة أسهمك بالتزايد.

نفس الفكرة يمكن تعميمها على طرق استثمار المال المختلفة، والتي تعني اغتنام الفرص أينما وجدت للشراء بأقل سعر ممكن.

7. التوقيت مهم:

مع التغيرات التي تشهدها أسواق المال بين ليلة وضحاها يمكن لسعر الأسهم أن تتزايد إلى قيمة لم تتوقعها يوماً، وفي نفس الوقت يمكن أن تنخفض لتصل إلى قيمة أقل بكثير من تلك التي اشتريتها بها. كذلك الحال بالنسبة إلى العقارات والمعادن وغيرها. العبرة هنا هي باختيار التوقيت الأنسب للبيع، فإذا شعرت أن قيمة الأسهم بلغت قيمة لن تصل إليها مرة أخرى قريباً حسب أبحاثك وحساباتك اعرض أسهمك للبيع مباشرةً. لكل خطوة يجب أن تملك المعرفة والدراية الكاملة بحال الجهة التي اشتريت منها حتى تبني قراراتك على بينة، ومن دون أخطاء. لا تستعجل ببيع أسهمك بمجر الحصول على سعر مُرْضٍ، فربما تواصل الأسعار بالتزايد. مهما حصلت على عروض مادية مغرية لا تضعف أمام الإغراء، وتذكر أن توفر عروض كهذه يعني أن مستقبل استثمارك متوجه نحو الأفضل. في ذات الوقت، إذا شعرت أن الأمور خرجت عن السيطرة، وأن الأسعار تناقصت إلى حد كبير وكل يوم تواصل التناقص، بحيث لا مجال لأن تتحسن، اعلم أن الانسحاب المبكر هو الأفضل، مهما كانت الأسعار سيئة.

8. ارفع سعر البيع:

كما ذكرنا في أول المقال، فإن استثمار المال يعني بالضرورة أن يتزايد. هذه الزيادة ستحصل عليها من فارق سعر البيع الذي ستبيع به، من سعر الشراء الذي اشتريت به. وكما أوضحنا في الخطوة السابقة فإن التوقيت مهم، ولكن مهما كانت الظروف حاول رفع الأسعار إلى أقصى حد ممكن. يمكنك الاستفادة من أرباحك في البدء باستثمار جديد، أو زيادة فرص نجاح استثمارك الحالي.

9 تعليقات

  1. مُصطفى عبيد في

    أشكركم جزيل الشكر
    وفقكم الله
    وأتنمنى لكم النجاح ووضع دراسات جدوى ومشاريع جاهزة ومُحددة المبالغ وعلى سبيل المثال وليس الحصر
    (المبلغ من …. إلى ……دولار)
    (الدولة التي تصلح للمشروع)
    (المشــــاريع المُـناسبة للمبلغ)

  2. حماده فارس في

    أشكركم على هذه المعلومات القيمه التى لو تتبعتها سأكون للاحسن والأفضل وانا شيق بمتابعتكم ولكم جزيل الشكر

اترك تعليق